الخميس، 26 مارس 2015

الله أكبر



الحمد لله الكبير المتعال، الحمد لله الحكيم..
هذه وقفة صغيرة مع كلمتين، نسمعهما ونكررهما في اليوم الواحد عشرات المرات، عسى أن تكون نورًا يضيء القلب والطريق..
ضوء من "الله أكبر" 

إن ابتداء الأذان بـ" الله أكبر" ليس أمرا اعتباطيا أبدا. إنها تذكرة، وموقف من الحياة كلها. أول ما يشق ظلام الكون، فجرًا: الله أكبر.
استيعابك لمعنى هذه الجملة يغير حياتك كلها. حين تجذبك رغبة مستميتة لمخالفة أمر من أوامره سبحانه، تذكر أن الله أكبر.
 كلمتان قصيرتان كبيرتان، من شأنهما انتشالك من صخب الحياة وغفلتها، وانتشالك من الانشغال بالأمور الصغيرة لتذكرك: أن الله أكبر.
لم يكن النداء: كبروا الله، أو: الله كبير. بل: الله أكبر. أيًا كان الأمر الذي تنغمس فيه، الله أكبر منه ومنك.
هل ترى هذا الكون الفسيح؟ بأرضه وسمائه وبحاره وأشجاره وأناسه وسائر المخلوقات فيه؟ الله أكبر، وأكبر، وأكبر..
لا تحزن.. فالله أكبر من كربك، ومن همك ووجعك ومرضك، وقادرٌ أن يسلّ الداء من حياتك ويزرع محلّه بسمة تريحك.. لا تقلق، فالله أكبر! 
الله أكبر من ظالمك، أكبر، وأكبر، وأكبر..
الله أكبر.. كلما تردّدتَ في إيضاح الحق، خوفًا من عدم قدرتك، تذكر أنك تستمد قوتك من الحق نفسه، وأن الله أكبر من ضعفك، واسأله ألا يكِلك إلى نفسك وجهلك..
يرتفع النداء على المريض وهو يتأوّه في ظلام الليل، وطرفي النهار، ليبث في نفسه الأمان والطمأنينة: الله أكبر..
يرتفع النداء على طالب علم تستعصي عليه مسائل في فهمها، ليذكره أن يطلب العلم منه سبحانه لأن: الله أكبر..
يرتفع الأذان الشجي على السعداء بعد بشارات تبكيهم من الفرح، ليذكرهم بكرم الله، وأن هذا شيء يسير في ميزانه سبحانه، لأن: الله أكبر..
يرتفع النداء على امرئ محتار في قرار ما. يذكره ويضخ المبدأ في عروقه، ليختار ما فيه مرضاة الله سبحانه، إن كان يؤمن أن: الله أكبر..
الله أكبر، مهما كان الحزن الذي يجذبك إليه ويغمسك في ظلامه، ومهما كانت الأماني التي ترى أن بينك وبينها بعد المشارق والمغارب.. الله أكبر..
استيعابك للنداء: "الله أكبر" مبدأ كل وقت من أوقات الصلاة، يجعل الأمر كأنك توقف الآلات والمحركات.. لتُخبِت إليه، لتقرّ: أن الله أكبر..
إن حياة الأنبياء الطويلة، المليئة بالكفاح والصبر والجهاد في سبيل الله، والحياة في سبيل الله، والموت في سبيل الله، إنما هي ترجمة لهذه الجملة المحدودة الحروف، الفسيحة المعنى.. 
ما الذي جعل إبراهيم عليه السلام يُقدِم على ذبح ابنه؟
وما الذي جعل يوسف عليه السلام يعفو عن إخوته؟ وموسى عليه السلام يتحمل أذى قومه؟ 
ما الذي جعل أبا بكر ينفق ماله كله فداء لرسول الله عليه الصلاة والسلام؟ 
ما الذي جعل  عمر بن الخطاب، وعثمان وعليّ، وعمير بن الحمام، وحنظلة بن أبي عامر، وجعفر، والصحابة كلهم، كلهم، يسطّرون هذه البطولات التي تقارب الخيال؟
إنّ الإيمان بهذه الجملة المشعّة بالضوء والقوّة، يُحيل الحياة المقفرة إلى حياة تنبض بالنُّبل والصبر والرحمة والخير والبركات..
هذه دعوة.. كلما ردّدتَ مع المؤذن، وكلما رفعتَ يديك مستقبل القبلة في الصلاة، وكلما كبّرت بين أركان الصلاة.. أن تُرسّخ هذا المعنى في قلبك، وضميرك، وحياتك بتفاصيلها..
دعوة للحياة، كي تعيد النظر في حياتك، وتجيب عن السؤال.. إن كنتَ تؤمن حقًا أن الله أكبر..

هذه قصة قصيرة، لامرأة أمريكية، أسلمت.. وفهمت معنى " الله أكبر" ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق