السبت، 18 نوفمبر 2017

الله أكبر "2"

الله أكبر من ظلمات اليأس القاتلة، وأكبر من لُجج الباطل.. الله أكبر مني، من إدراكي، من رجائي، أكبر من سماواته وأرضه وملكه وعرشه، أكبر من مليارات الناس، الأحياء والأموات، أكبر من الدوابّ والهوامّ، وأكبر من هذا الكون الفسيح الممتدّ العريض بكل ما فيه من بر وبحر ونجم وكوكب وحي وميت..
الله أكبر، فتوحه أكبر، عطاؤه أكثر، خزائنه لا تنفد، لا تنقضي، لا تفنى، لا تنقص!
الله أكبر من آلامنا وآمالنا.. علمه أكبر من قصور إدراكنا، أكبر من جهلنا وظلماتنا..
الله أكبر، يبتدئ بها الأذان خمس مرات كل يوم.. نبتدئ بها الصلاة خمس مرات كل يوم..
الله أكبر من الحزن الذي يعتصر قلوبنا، ويفجر دمعنا، ويشلّ بهجتنا.. سبحان الله، وما كروب الناس مجتمعين في ميزان الله ذي الملكوت؟
الله أكبر، رحماته تتوالى، ينشر رحمته في قلوبنا، في أعمارنا، في بيوتنا وطرقاتنا، رحماته تفيض من كل شيء! من الحرب والسلم، والشدة والرخاء، والمرض والصحة، والبُعد والقرب، والغياب والحضور، والفقد والغنى.. رحماته تفيض من كل صروف الحياة، في كل أحوال العباد، رحمته تسع كل شيء! أنا، أنت، أهلي، أهلك، أحبابي وأحبابك، وخلقٌ كثير لاتدري بهم ولا تعرفهم.. والحيوان والطير والشجر والبر والبحر.. هذه رحمة واحدة، من 100 رحمة، وسعت الأولين والآخرين، فكيف برحمته يوم الحساب، التي يتطاول لها الشيطان رجاء أن تصيبه؟ الله أكبر..
الله أكبر. جنته بكل ما فيها من نعيم وملك وخلود وسرور وحبور، الله أكبر..
الله أكبر، يجيب المضطر إذا دعاه، يكشف السوء، ينقل العبد المضطرّ من الضعف والخوف إلى السلام والرخاء، يقلب الأحوال، بلمح البصر، إنما أمره أن يقول كن، فيكون.. فالله أكبر..
الله أكبر، يسخر خلقه لما يريد، يسخر الريح لسليمان النبي عليه السلام، تجري بأمره رخاء حيث أصاب، ويهلك بريح صرصر قوم عاد.. الريح هي الريح! لكنها للمؤمن رحمة، وعلى الكافر عذاب.. الله أكبر..
الله أكبر، تجلجل بها ألسنة الفاتحين، بعد معارك مضوا فيها وواجهوا الموت، لإعلاء الحق: لا إله إلا الله.. فيفتح الله، وينصر الله، وتسمع التكبير يضجُّ في الأرجاء، حتى لكأن الخيول تكبر، والسيوف تكبر، والتراب يكبر، الله أكبر! دانت الأرض لله..
الله أكبر من قلب العقيم الذي مضت عليه سنين لم ينجب، يراقب ضحكات الأطفال، ويذوب في حكاياهم، ثم يرزق الله أطفالًا تقر بهم العين! الله أكبر..
الله أكبر في هدوء ليل الصحراء.. وتأوهات المشافي، ودموع السجون، وفي الرباط على خط النار، وفي كل مكان.. تحت أي سماء، فوق كل أرض، تجلجل: الله أكبر، مدوية تسحق حطام الحياة الزائف..
الله أكبر..
الله أكبر..
الله أكبر..
الله أكبر..
كأنك كل مرة تقرؤها، يتعاظم في داخلك الإجلال لله. ويصغر في قلبك الألم، والخوف، والمرض.. فتستعذبُ قدَره، وتحبه، وترضى بما يعطيك وما يأخذ منك، فالله أكبر..
الله أكبر، من قلب الأب الحنون، يهمس بها في أذن الوليد الصغير.. وكأنه يهمس له: يا بنيّ، ستشقّ حياة حافلة، وحده الله يعلم طولها وأحوالها.. يا بنيّ، كل شيء يأتيك بعد الآن: الله أكبر منه، الله أكبر، وأكبر، وأكبر، وأكبر، وأنت أصغر وأضعف..
الله أكبر فانطلق، الله أكبر لا تخف، الله أكبر..

الثلاثاء، 31 يناير 2017

مراجع تهمّ معلمي الحلقات

بسم الله الرحمن الرحيم 


﴿لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ


حين زلزل القرآن قلوب الصحابة، زلزلوا به الدنيا. والقرآن الذي بين أيدينا اليوم هو القرآن ذاته الذي أنزل بين ظهرانيهم، لكننا، نحتاج أن نجعله أكبر اهتماماتنا وأولوياتنا.
وهذه رسالتك! أشرف رسالة على وجه الأرض. القرآن بقوّته وجماله في صدرك، المنهج والطريق أمامك، وتتحلّق حولك قلوب تتطلّع للحياة مع كتاب الله.. والخيريّة والبركة لا تفارقك، لا تنقطع عنك، ما دمت تحت ظلّ التعلم والتعليم الشريف..
هذه رسالتك، فهلّا سعيت لها بكل طاقتك؟
حتى يصبح القرآن لنا الصاحب، والربيع، والملاذ، والمنهج والهدف.. حتى تكون قضايانا وهمومنا قرآنية.. لنصنع جيلًا قرآنيًا فذًّا عزيزًا، يتلو كتاب الله حق تلاوته، ويستضيء بأنواره الساطعة..
وإن هذه الرحلة الخضراء مع كتاب الله: نعيمٌ ممتدّ، منذ بداية تعلمه إلى أن يقرأ القارئ الآيات يوم الحساب ويرتقي بها آية آية..
أمدّك الله بعونه وقوّته.. وجزاك عن المسلمين خيرًا.



(للانتقال إلى المرجع مباشرة انقر على اسم المرجع)

- مراجع عامة للحلقة:
حلقتي مميزة(فنون إدارة الحلقة القرآنية) - د. حسين الأشدق الأموي

إدراك المعلم للأساليب التربوية الفاعلة في حلقات الجمعيات الخيرية (دراسة استطلاعية ميدانية) - حامد الحربي

- مراجع قرآنيّة:
كلمات القرآن - حسنين مخلوف

الضبط بالتقعيد للمتشابه اللفظي في القرآن المجيد - فواز الحنين
سلسلة متشابهات القرآن


فصول في أصول التفسير -للطيار
مفهوم التدبر (تحرير وتأصيل) - مركز تدبر
تعليم تدبر القرآن(أساليب عملية ومراحل منهجية) - هاشم الأهدل
ليدبروا آياته (سبع مجموعات تدبّرية)
مجالس القرآن - د. فريد الأنصاري
بلاغ الرسالة القرآنية- د. فريد الأنصاري
أول تدبر- نايف الزهراني
أفياء الوحي- د. عبد الله بلقاسم
المواهب الربّانية من الآيات القرآنية - السعدي
لعلهم يتفكرون(قراءة تفكّرية في آيات الكتاب العزيز)- عبد الله القرشي
قواعد قرآنية (50 قاعدة في النفس والحياة) - عمر المقبل
هدايات الأجزاء- عمر المقبل
دورة مهارات تدبر القرآن - محمد الربيعة ج1
دورة مهارات تدبر القرآن - محمد الربيعة ج2
تحزيب القرآن - عبد العزيز الحربي
فن التدبر في القرآن الكريم - عصام العويد
مدارج الحفظ والتدبر - ناصر العمر
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة - خالد اللاحم
كيف نربي أولادنا بالقرآن (مقالة) - أسماء السويلم
موقع حصاد التدبر
هكذا عاشوا مع القرآن (قصص ومواقف) - أسماء الرويشد
إشراقات قرآنية (جزء عم1) - سلمان العودة
إشراقات قرآنية (جزء عم2) - سلمان العودة
 

مراجع للتفسير:
تفسير السعدي

تفسير جزء عم - مساعد الطيار
تفسير جزء عم - ابن عثيمين
تفسير الفاتحة والبقرة - ابن عثيمين
الجامع لروائع البيان في تفسير أم القرآن - سيد مبارك

- مراجع للتجويد:
غاية المريد في علم التجويد - عطية نصر

التجويد المصور- أيمن سويد
أطلس التجويد (دروس نظرية مرئية) - أيمن سويد



- مراجع للعقيدة وشرح أسماء الله الحسنى:
سلسلة العقيدة في ضوء الكتاب والسنة - د. عمر الأشقر (العقيدة في الله- عالم الملائكة الأبرار- عالم الجن والشياطين- الرسل والرسالات- اليوم الآخر"القيامة الصغرى، الكبرى، الجنة والنار"- القضاء والقدر)

شرح ابن القيم لأسماء الله الحسنى - د. عمر الأشقر
مدوّنة الفجر، دليلك للتعبد بأسماء الله الحسنى بطريقة عمليّة- أ. فجر الكوس
فقه الأسماء الحسنى - عبد الرزاق البدر
شرح القواعد المثلى في صفات الله وأسماؤه الحسنى - لابن عثيمين
لأنك الله ، رحلة إلى السماء السابعة - علي الفيفي

- حديث وسيرة وآداب:

شرح الأربعين النووية- ابن عثيمين

شرح رياض الصالحين - ابن عثيمين 
كيف عاملهم ﷺ - محمد المنجد
قواعد نبوية(50 قاعدة في العلم والأخلاق والسلوك) - عمر المقبل
اليوم النبوي- عبد الوهاب الطريري

صور من حياة الصحابة - عبد الرحمن رأفت الباشا


- مراجع فقهية:
سجود السهو - ابن عثيمين


(مراجع فقهية للنساء)
حكم رطوبة المرأة - رقية المحارب
رسالة في الدماء الطبيعية للنساء - ابن عثيمين



- مراجع عامة: 

السبل المرضيّة لطلب العلوم الشرعيّة - أحمد سالم 
سيماءُ المرأة في الإسلام بين النفس والصورة - د. فريد الأنصاري 
مدونة(علم يُنتفَع به) - أناهيد السميري
ماميزانك عند الله؟ - أناهيد السميري
هل يكذب التاريخ؟ (مناقشات تاريخية وعقلية للقضايا المطروحة بشأن المرأة) - عبد الله الداود
فقه الأدعية والأذكار- عبد الرزاق البدر ج1
فقه الأدعية والأذكار- عبد الرزاق البدر ج2
فقه الأدعية والأذكار- عبد الرزاق البدر ج3



ولعله يتبع هذه القائمة قوائم أخرى إن شاء الله، فأرجو ممن لديه مرجع مفيد (مقروء-مرئي- فكرة لمسابقة أو أي شيء لإحياء الحلقة وزيادة فاعليتها- موقع أو حساب على الانترنت- أو أيًا يكن مما يفيد معلم الحلقة والمهتمين بكتاب الله عمومًا) أن يتفضل بكتابته في التعليقات، أو بإرساله على البريد الإلكتروني:
khawlah_17@hotmail.com

وفق الله الجميع لما يحبّ ويرضى.

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2016

كيف تيأس يا صاحبي؟


حصل بيني وبين صاحبتي موقف صغير عابر، قبل أن نصبح أصدقاء. كانت بيننا علاقة طيبة لكنها ليست بذلك العمق، فأعطتني جهاز الآيباد الخاص بها مرة، لأقوم بتحميل بعض البرامج. حين عادت إلى المنزل، سألها أهلها: ألا تخافين أن يطّلع أحد على ألبومات الصور؟ هي أو أهلها؟ قالت بثقة رغم أنها لا تعرفني جيدا: لن يفتح أحد الصور، لا هي ولا أهلها. في اليوم التالي أعدت لها جهازها وقلت: صورتُ لك صورتين، لتبقى ذكرى، ولكني لم أفتح الصور. شكرتني وأخذت الجهاز ولم تخبرني عن هذا الموقف إلا بعد عام تقريبا.
قالت أنها لم تنس أنني قلت من نفسي بكل تلقائية كي أرفع الريب عني، أنني لم أقترب من الصور ولم أر شيئا من خصوصياتها. وأنني كنت فعلا في محل ثقتها رغم أن علاقتنا لم تكن بتلك القوة آنذاك.
لقد تأثرت..
تأثرتُ حين أدركتُ أنها أحسنت الظن بي وهي لا تعرفني جيدًا، ولكنها توقعت فقط أنني شخص يمكن الوثوق به. قارنتُ بين ظنها الطيب بشخص لا تعرفه، وظننا نحن بالله. في الكروب والحاجات. ما الذي نعتقده أن الله فاعل بنا؟
لو ظهر لك من أحدهم أنه طيّب وكريم لا يرد أحدًا، أول من تفكر فيه إذا احتجت شيئا: هو .. لماذا؟ لأنك تحسن الظن به أنه سيعطيك.. ومتأكد أنه سيقف إلى جانبك، وحتى لو لم تكن حاجتك عنده لكنك تعلم أنه سيفعل كل ما يمكنه لأجل مساعدتك، ولن يخيب أملك ويتركك وقت حاجتك..
فما ظنكم برب العالمين؟
كلنا -بلا استثناء- رأينا من أفضال ربنا وستره وخيره ما قرّت به أعيننا في سالف أيامنا.. فما بالنا يسوء ظننا به وهو الذي ماجاءنا منه إلا الخير؟
‏كلنا جمّلنا الله بستره.. لم يفضح سرائرنا التي لو اطّلع عليها الناس لانفضّوا عنّا.. لم يفضح أعمالنا التي ابتغينا بها رضى الناس لا رضاه!
كلنا رعى الله أحوالنا، ماضينا وحاضرنا ومستقبل أيامنا.. كفّ عنا البلايا، وأسبغ علينا العطايا..
اخضرّت أيامنا وأزهرت أحلامنا ولمسنا لطفه بأيدينا وأبصرناه بأعيننا، منّ علينا، وآوانا، ورزقنا، وأعطانا..


فكيف تيأس يا صاحبي؟
هل تعرف أحدًا أعطاه رب العالمين بقدر مسألته وحسب؟ بل هو رب كريم يعامل السائلين بكرمه، وغناه وسعته.. لا بقدر مسألتنا وحاجتنا نحن!
كم من لطف أوصله إليك فيما مضى..
كم من خير تتقلب فيه الآن..
كم من رزق فاض عليك من الرزاق الكريم..
كم من دعاء أجابه لك..
كم من باب فتحه لك.. كم من بلاء صرفه عنك..
كم من دمعة وفقك إليها، وعبادة دفعك إليها، كم من أفواج نور هطلت عليك وبصّرتك يوم كنتَ تائها في الظلام..
‏كنتَ مضغة صغيرة في رحم والدتك، رعاك بدون علم منها وبدون سؤال منك، ثم كبرت وصرخت وناغيت وخطوت، رعاك في كل أحوالك، يتركك الآن وأنت تسأل وترجو؟‏
إن الاختبار الحقيقي لحسن الظن بالله، لا يكون وأنت في سعة ورغد من العيش. بل حين يشتدّ عليك البلاء: ما أنتَ صانع؟ ما ظنّك به؟
فيا حسرةً تجرّها في قلبك حين تسيء الظنّ به وتظنّ ألّا مخرج من كربك.. وتغفل عن كل ألطاف الله عليك فيما مضى، وعلى أمم ممن معك، وعلى كل العالمين!
‏لله ملك السماوات والأرض، لله جنود السماوات والأرض.. فما يدريك ما الذي ينجيك من حالك؟‏
نصر الله رسوله بـ(رعب)ألقاه في قلوب أعدائه.. نجّى يوسف من ظلمات السجن بـ(رؤيا) تسللت إلى الملك بلطف في المنام..
وهل كان موسى الكليم يتصوّر أن البحر سينفلق له؟ هل كان عيسى يتصوّر أن الله سيرفعه إليه؟
كل الكروب يفرجها الله بشكل غير عاديّ!‏
إيّاك أن تيأس، إيّاك! فرّ من اليأس كما تفرّ من نارٍ تركض إليك لتصيب منك، فرّ فرارًا شديدًا.. هذه معركتك مع الشيطان؛ إن يئست انتصر الشيطان عليك وغلبك!
ينتهز إبليس أي فرصة، كل فرصة، كي يوسوس باليأس والقنوط.. ولسنا نتهمُ إبليس ونبرّئ أنفسنا! بل قلوبنا الضعيفة والله.. تنكسر وتيأس عند أي باب مغلق!‏
لذلك، ولأن قلوبنا هذه قليلة الإيمان هشّة، علينا أن نواجه يأسنا كل مرة، كل مرة، بالاستعاذة واللجوء إلى مالك الملك، أن يصِلنا برحمته ولايكلنا إلينا..
علينا أن نواجه أنفسنا الغافلة، بالتذكير بأن ربنا ما عوّدنا منه إلا الجميل.. ما رأينا منه إلا الخير، ربٌ قريب، قويّ، مجيب، سميع، عليم، بصير، قدير، رؤوف..

نعوذ بالله من سوء الظنّ به، نعوذ بالله من يأسنا من رحمته، نعوذ بالله من قلب ضعيف خائر لا يثبت عند الامتحان، يهتزّ عند أدنى سبب..
والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله..

الخميس، 24 ديسمبر 2015

"اقرأ عليَ"


"إني أحب أن أسمعه من غيري"
كلما مرّ بي هذا الحديث الشريف، أفكر بدهشة عبد الله بن مسعود.. حين طلب منه رسول الله ﷺ أن يقرأ عليه شيئا من كلام الله.. فيسأل باستغراب: أقرأ عليك، وعليك أنزل؟ 
أنت أعلم به مني يا رسول الله.. أنزل على قلبك، وتلقيته ممن هو أفضل مني.. جبريل الملَك، عليه السلام.. أنت علمتني إياه يا رسول الله، كيف أقرؤه عليك؟! 
فيبيّن ﷺ السبب: "إني أحب أن أسمعه من غيري"
فيقرأ ابن مسعود من سورة النساء.. ويقرأ، حتى إذا وصل: "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا".. قال حسبك.. فالتفتَ الصحابي، فإذا عينا رسول الله ﷺ تذرفان! 
ذرفت عينا رسول الله ﷺ، مع أنه أول من سمعه على وجه الأرض، وتلقاه من الملَك مباشرة!
هذا الحديث الصحيح المليح، يجعلني أفكر في سرّ السماع، سماع هذا الكتاب..
شيء مذهل فعلًا! إنك كل مرة تسمعه، يُلهِمك شعورًا جديدا، وفتحًا جديدًا، ونورًا جديدًا، ودمعًا جديدًا..

ولم يقتصر الترغيب في كتاب الله على الحث على التلاوة وحسب.. لقد حثّنا أيضًا على استماعه، في غير ما موضع، وبأساليب مختلفة.. 
بل، والأعجب من ذلك، أن الله الجليل في كتابه يربط الاستماع بالتدبّر والتأثر دائمًا! 
وكأن في ذلك إشارة إلى أنه يحصل باستماع كلامه تدبر زائد عن التلاوة..
ولنستعرض بعض الأمثلة:
١- "وإذا سمعوا ما أُنزِل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنّا فاكتبنا مع الشاهدين"
إنهم فور سماعهم لآيات الكتاب، يفرّ منهم التعبير والكلام! تفيض أعينهم من الدمع من فرط التأثر.. ويؤمنون بعدها مباشرة: ربنا! آمنّا! فاكتبنا مع الشاهدين.. 

٢- "وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله"
تتلى، وأنتم تستمعون..
يذكر الله الجليل في هذه الآية فضل الصحابة، وأن لهم وازعَيْن يمنعان الوقوع في الضلال: سماع القرآن، ومشاهدة رسول الله ﷺ ووجوده بينهم، قال قتادة: "أما الرسول ﷺ فقد مضى إلى رحمة الله، وأما الكتاب فباق على وجه الدهر"(١)
فلعله مما يثبت الإيمان ويزيد البصيرة، الاستماع إلى كتاب الله، استنادًا لهذه الآية الكريمة، والله أعلم

٣- "وإذا قرُئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون"
إنك تستمطر رحمة الله عليك وأنت تستمع فقط. يقول لك: إذا قرئ، استمع وأنصت. لعلك تُرحَم..
فقط! سبحان الله، هذا أقصر طريق لنيل رحمة الله في الدنيا والآخرة!
قال الليث بن سعد: "ما الرحمة إلى أحد بأسرع منها إلى مستمع القرآن؛ لقول الله عز وجل : "و إذا قرئ القرآن فاستمعوا له و أنصتوا لعلكم ترحمون"

٤- " وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون" 
هل رأيت كيف انعكس الاستماع على القلب فزاد الإيمان؟ ثم هل رأيت كيف انعكست زيادة الإيمان على السلوك، فهم بعد زيادة الإيمان يتوكلون على ربهم؟ كله بتأثير السماع!

٥- " وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا"
 تخيل الموقف، يوصي بعضهم بعضا بالإنصات.. والنتيجة؟ " فلما قُضي ولوا إلى قومهم منذرين" سبحان الله، فاض الشعور، لما قضي، فورًا، ولّوا منذرين! "قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقًا لما بين يديه يهدي إلى الحق"

٦- وتأمل الوصف، في مطلع سورة الجنّ " قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجنّ فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا" قل لأصحابك، قل لعبادي، قل للناس: "أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجن" وهم بعد استماعهم يتعجبون ويذهلون من تأثيره وقوته وجماله.. سبحان الله.. قرآنا عجبا! "يهدي إلى الرشد فآمنّا به ولن نشرك بربنا أحدا" آمنوا بعد استماعهم له! وتأمل كيف يصف الله موقف رسوله ﷺ وهو يتلو حول الوادي.. والجن يستمعون، ويلتصق بعضهم ببعض، ويزدحمون لاستماع القراءة! : " و أنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لِبدا" كادوا لازدحامهم عليه يركب بعضهم بعضًا، حِرْصاً على سماع القرآن!

٧- "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله"
فقط. إن طلب أحد من المشركين جوارك، أجره حتى يسمع كلام الله! كل ماعليك فعله، أن يسمع كلام الله وحسب! 
يا للتأثير المهيب.. يا للسلطان المذهل!
سبحان الله، "كتاب قاهر غلاب! ولقد كان كبراء قريش يقولون لأتباعهم - ويقولون لأنفسهم في الحقيقة - : "لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون"(٢)
ينهى بعضهم بعضًا عن استماعه، لمعرفتهم أنه مؤثر يتغلغل إلى الحسّ والشعور، ويأخذ بتلابيب القلب!


وثمة مواضع أخرى في الكتاب الكريم تشهد لهذا المعنى، لم أذكرها خشية الإطالة، وفيها من الجمال الآسِر مافيها، مثل قوله: "فبشر عباد.. الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه" ومثل التصوير العجيب الأخّاذ في أواخر سورة الإسراء "إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يُتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا.. ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا.. ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا"
وغيرها.. ولو تتبعتَ نصوص الكتاب والسنة، وماورد عن السلف الصالح في هذا السياق رأيت عجبًا..
ولعل السبب والله أعلم، أن القارئ يشتغل بالتلاوة وأحكامها، والمستمع يتفرغ للتأمل والتفكير، فلا يشغله شيء عن التدبر، يستمع فقط..
أختم بموقف إيمانيّ بديع، بسيط، في شعاب بين الجبال، لقلوب عظيمة مُلِئت إيمانًا وعلمًا.. صورة صحب رسول الله ﷺ متحلقين مجتمعين.. وقارئ حسن الصوت يقرأ فيهم.. 
 هذا عمر بن الخطاب، يقول لأبي موسى الأشعري -رضي الله عنهما- : "يا أبا موسى، ذكّرنا ربنا!"
فيقرأ، وهم يستمعون ويبكون..

فاجعل لك وِردًا من السماع، تنهل منه كل يوم.. 
تُقبل على الكتاب فيعطيك الله ويعطيك، رحمة وهدى وبركة.. استمع إليه يزدك إيمانًا، ويرحمك الله به، وتعمر السكينة فؤادك، ويُزهر بين جنبيك جمالًا وشعورًا ساحرًا بديعًا، فتفيض عيناك، ويفيض قلبك بالخشوع والخضوع، فتنقاد الجوارح..
استمع إليه يرحمك الله، لن تسمع كلامًا أحسن منه، ولا أعذب منه، ولا أجمل منه.. كم نسمع من كلام البشر كل يوم ولا نمل ولا نكلّ، وهذا كتاب الله بين أيدينا فكم نصرف من أوقاتنا على جماله وهداه.. 
استمع إليه، أدِم استماعك، أدام الله إيمانك وهداك.. 








_____________
(١) اقتباس لابن عاشور -رحمه الله- 
(٢) اقتباس لسيد قطب -رحمه الله- 
للاستزادة، يُرجى التفضل بالاطلاع على كتاب الطريق إلى القرآن للشيخ إبراهيم السكران، وكتاب تحزيب القرآن للشيخ عبد العزيز الحربي. 

الخميس، 22 أكتوبر 2015

من بين الجموع..




صديقي الإنسان: بعينك الجميلة ذات التركيب المعقد، تأمّل هذه الصورة..

انظر، كم إنسانا في هذا الموقف؟ كم قلبا يخفق؟ كم خفقة في الدقيقة الواحدة؟ كم من شهيق وزفير؟ كم من نقطة دم في عروقهم؟ 
والله يعلم سرهم ونجواهم وخائنة عيونهم، ويعلم آلامهم وحاجاتهم وإن لم ينطقوا بها
كم حاجة يدبرها الله من عليائه لهؤلاء العبيد؟
كم من خلية داخل جسم كل واحد منهم؟ كم من بلاء رفعه الله عنهم؟ كم من نعمة يغرقها الله ويغدقها ويسبغها عليهم؟
كم من موقف حصل لكل واحد منهم، يعلم الله تفاصيل تفاصيله، وأطرافه وكل مافيه؟
كم دمعة ذرفها كل واحد من هؤلاء العبيد، يعلمها الله قطرة قطرة، ويعلم أيها كان لوجهه وأي هذه الدموع خالطه من الرياء ما خالطه؟
كم صورة التقطتها أعينهم، من أول صرخات الولادة حتى شابت رؤوسهم؟ كم من فكرة تمرّ في أذهانهم؟ كم شعورًا عبَر قلوبهم؟ 
كم من أذى رفعه الله عنهم وهم لا يشعرون؟
كم لطف من اللطيف تغشاهم وهم غافلون لا يرتابون بشيء؟
كم كلمة سمعوها؟ كم كلمة قالوها؟ كم بسمة رسموها؟ كم شخصا أسعدوه؟ كم شخصا أخطؤوا في حقه؟  
وكم يشكل هؤلاء من سكان الأرض هذه اللحظة؟ 
وكم يشكل سكان الارض هذه اللحظة بالنسبة للناس على مرّ الزمان؟ 

أثناء تفكيرك في هذا الموقف، ألا يمر بذهنك خاطر يذكرك بيوم الحساب؟ ما نسبة هؤلاء الناس الذين  شملتهم الصورة إلى أهل الأرض أجمعين؟
منذ أن خلق الله آدم.. إلى أن يُنفَخ في الصور، سيجمع الله الناس كلهم، كلهم.. على صعيد واحد.. الذي مشى على هذه الأرض التي تمشي عليها الآن قبل ثلاثة آلاف سنة، وأنت، والذي سيأتي بعدك، كلكم، ستجتمعون على صعيد واحد.. 

من بينهم كلهم، كلهم، لا ينسى الله صبرك وأنت شابّ!
تذكُرُ حديث رسول الله ﷺ : "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله" ؟
لقد ذكر ﷺ منهم: "شاب نشأ في طاعة الله" 
هل رأيت كل هذه الجموع؟ لن ينسى لك الله صبرك وأنت في فورة شبابك، من بينهم.. سيأتي بك، ويظلك في ظلاله! 
لن ينسى لك أنك سحبت نفسك من فراشك لتصلي الفجر في وقتها..
لن ينسى لك أنك صاحبتَ كتابه ليلك ونهارك..
لن ينسى لك أنك قاومت الرغبة في مشاهدة فيلم امتدحه أصدقاؤك..
لن ينسى لك أنك تجاهد نفسك كي لا تسبل ثوبك، ولن ينسى لكِ أنك وقفت أمام ثوب أنيق أعجبك في السوق، ثم صرفتِ نظركِ، لأن الله لا يرضاه.. 
لن ينسى لك أنك تركت دراستك لامتحانك الصعب، وقمت كي تنفذ حاجة والديك..
لن ينسى، أنك قمت له في ظلام الليل، تشكو له في صلاتك، قلبك الذي يتمرد عليك، وتشكو له محاولتك لأن تكون أكثر صلاحا ولكنك لا تستطيع.. تشكو إليه ذنبك، وخوفك، ونفسك، ورغبتك فيما عنده.. لن ينسى لك أنك تذرف الدمعة تلو الأخرى له، من تحت فراشك، لا يسمعها أحد، ولم يرها أحد سواه..

"يا بنيّ إنها إن تك مثقال حبة من خردل
 فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض
 يأتِ بها الله"
سيأتي بعملك، وإن كانت مثقال حبة خردل في أفلاك السماء،
أو في أعماق الأرض.. 
هل ترى عدد هؤلاء الخلق؟ 
لا تقلق، لن ينسى لك الله صبرك.. سيأتي بك، ويظلّك..


الأربعاء، 3 يونيو 2015

مناجاة

‏نداء هزيل ضعيف مني، وأنا الفقيرة الجوفاء المسكينة.. إلى الملك الأكرم العظيم رب الأولين والآخرين..
نداء من مدينتي الصغيرة، من الشارع الذي أسكن فيه، البيت الذي أعيش فيه، أنت تراني من بين الخلق أجمعين، وتراهم في هذه اللحظة أيضًا..
إليه سبحانه، وهو الأوّل، والآخر، والظاهر، والباطن، وهو بكل شيء عليم..
أناديك وأسترحمك وأستغفرك، وأرجوك.. أرجوك أن تقبل هذه الكلمات عندك وأن تقربني منك وتعيذني من شر نفسي والشيطان..
أدرك يارب أن الخلوة معك، وسجادة الصلاة تليق بهذه المناجاة أكثر مما يُنشر على ملأ الناس.. ولكن، مناجاتك يارب، تمنحنا جميعًا وأنت أعلم.. راحة و حبًا لك ولذة في الحديث عنك، ولك..
نداء هزيل حزين مني، لا يشبه صدق مناجاة زكريا، وهو يصف لك وهن عظمه وأن الشيب غزاه وغزا رأسه..
لا يشبه يقين زكريا وهو يصف لك الحال ويعلم أن امرأته عاقر وأنه كبر في السنّ، وهو مع ذلك يسألك الولد.. يعلم أن السُّنَّة الكونية أن لا يُنجب، ويعلم أنه لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء..
نداء هزيل مسكين مني، إليك، أرفعه بكل رجاء.. أن تغفر لي، واستغفاري لا يشبه استغفار ذا النون الصادق الذي بقي في بطن الحوت يوحّدك ويسبحك ويندم على مافعل ويعترف بخطئه..
نداء مكسور، يشبهني.. يشبه خيباتي وأخطائي التي يعجزها العد.. يشبه محاولتي العرجاء كي أكون صادقة في العودة إليك وفي رجاء ماعندك..
نداء مهترئ تخرمه الذنوب، لا يشبه لحظة الكمال التي كلمت فيها موسى بجلالك..
لا أشبه صدق الأنبياء، ولا أقارب حتى.. ولكني مسكين! أحتاج أن تؤويني إلى كنفك وأن ترحمني..
تائه أنا وصدِئ، أحتاج رأفتك بي!
يا أمان الخائفين.. تعلم تلك اللحظة التي كنت أطوف فيها في بيتك الحرام وأنا مطأطئ رأسي لا أدري ماذا أقول، حينها مرت بجانبي امرأة لا أعرفها ولم أرها حتى.. وهي تناديك: يا أمان الخائفين، يا أمان الخائفين..
أزهرتُ، وأمِنت وأنا أناديك: يا أمان الخائفين..
سبحانك..
ندائي بحد ذاته يمنحني الراحة والأمان.. فكيف لو قربتني، وأمنتني اليوم، ويوم الفزع الأكبر؟
يا ربّ..
يارب وأنت القائل:"ألا بذكر الله تطمئن القلوب" هذا ذكرك، يطمئن القلب ويريح الفؤاد.. فكيف لو رأيناك؟
أنت الله بعزتك وجمالك وجلالك وجمالك، لا تحرمني اللحظة التي يُنادى فيها أهل الجنة: إن ربكم يستزيركم فحي على زيارته.. وأعني على حسن المقدم عليك وارزقني حسن الوفادة على بابك..
لا أجيد الكلام ولا صفّ الحروف ولا أملك بيانًا أصف به ضعفي وحاجتي ورغبتي في القرب منك وفي وصف أخطائي وخيباتي الشوهاء.. ولكنك برٌّ كريم رحيم عليم..
ماذا عساي أقول يارب؟ أحمدك ملء السموات والأرض ومابينهما وملء ما شئت من شيء بعد، على أن بابك مفتوح في أي ساعة وأي زمان وأي مكان، وعلى أنك سميع قريب حي قيوم لا تنام..
لا تختلط عليك الحاجات.. ترتفع إليك في هذه اللحظة ما لا يحصى من الحاجات والكروب والدعوات، وتعلم مسألة فلان وحال فلان أكثر منه، تسمع الجميع وترى الجميع وتعلم حال الجميع في نفس الوقت..
لستَ محتاجًا إلي، ولا إلى أي شيء في هذا الكون الرحب الفسيح الذي يصغر أمام عظمتك.. لكني محتاج إليك في خفقة قلبي وغمضة عيني.. محتاج إلى لطفك بي وحلمك علي.. ورحمتك بي..
سترتني وآويتني وأعطيتني عمري السابق كله.. وأنت الله الكريم حاشاك أن تفضح عبدًا تفضلت عليه بسترك الجميل فيما مضى ولا تتم نعمتك عليه بالغفران..
أحمدك، ثم أحمدك، ثم أحمدك.. على السراء والضراء.. على ما تعطيني وما تمنعني..
أحمدك عدد ما لا أحصي على كل فضل سقته إليّ ولو بذلت ما بذلت من جهد ما جاءني إلا بمحض فضلك علي وبركتك..
أرفع هذه المناجاة إليك، وأحمدك.. تعرفني أكثر مني، من نفسي.. أحمل قلبي بين جنبيّ لكني لا أعرفني! وأجهل من نفسي ما يعيي عن العدّ.. وأنت الله في عليائك تعلم تفاصيل تفاصيلي، وتراني وترى حاجاتي وآمالي، وأنت السميع البصير..



فشلت في إقفال هذه المناجاة التي لا أريدها أن تنتهي..

لو أن العمر كله في بث الشكوى إليك..
لو أنني أبرأ من نفسي ومن ضعفي وأعتمد على حولك وقوتك وأنت الغني القوي العزيز..
لو أنني أكون صالحة كما تحبّ.. لو أنني..
لو أنني أغسل قلبي بدلو من زمزم.. يعيده طريًا غضًا نقيًا ليس فيه نكتة سوداء..
هشّة أنا ياربّ.. وأنت أعلم! قوِّني، وكن معي، وذكرني دومًا أن ألجأ إليك في خوفي وأمني وبهجتي وحزني..
قوِّني ياربّ وذكّرني أن أفرّ إليك وأفرّ، وأترك الدنيا بمافيها وراء ظهري..
يارب..
 لو كنتُ أكثر عبادك طاعة لك واستجابة لأمرك لا أريد أن تعاملني بما أنا أهله.. فكيف وأنا غريق في الذنوب؟ عاملني بما أنت أهله، أنت أهل المغفرة..
مددًا من عندك يارب يغذي إيماني ويجعلني قويّة صلبة تهرع إليك في السراء والضراء، أستمدّ قوتي منك وأنت القويّ..
يارب، عجزت عن تربية نفسي.. ربني وأنت ربي!
"ويارب سامحني على كل لحظة، يأست بها أو خفت فيها من الغد"..
وأسألك ياربّ، أن تحبّني..

الخميس، 21 مايو 2015

اقتباسات




مرحبًا :)
في المرفقات ملفّ يحتوي على اقتباسات متفرقة،
 أعطتني أضواء صغيرة وساعدتني ثقافيًا ولغويًا.. 
بعضها بسيط جدًا وبعضها عميق جدًا :)
هذه نماذج مما في الملف المرفق :)



"الماء ” و ” الهواء ” أرخص الأشياء على هذا الكوكب ، 
وأغلاها أيضاً !
فكروا بأنفسكم ، تلفتوا حولكم ، 

ستكتشفون أن لديكم الكثير من الأشياء الثمينة
 التي تظنون أنها رخيصة، ولكنها غاليه جداً" 


" لقد تعلمنا في المدرسة ونحن صغار أن السنبلة الفارغة ترفع رأسها في الحقل , 
وأن الممتلئة بالقمح تخفضه ,
فلايتواضع إلا الكبير ولا يتكبر إلا الحقير "



 " إن إشغال الناس بالجزئيات، والأمة تُجتـثُّ من جذورها،
 من أعظم الخيانة لها، وللمنهج الربانّي الذي كُـلّـفـنا بحمله"
- د. بكّار -




"تَذكّرْ أنّكَ لَسَتَ صِدفَة وَلسَتَ مُجرّدْ عُنصُر مِنْ مُنتَجْ 
وَ لسّتَ ناَتجاً مِنْ خَط ْتَجْمِيعْ ،
بَلْ قّدْ خَلقَكَ الله مُتمَيزاً

 فَثِقْ دَوماً أنَكَ تَستَحِق أنْ تَعيِشَ الحَياةَ التِي تُريدْهَا"



"على قدر شرف رسالتنا تكون شراسة الهجوم علينا,
 لو كان ديننا دين خمول أو بلادة عقل...
لما اكترثوا ولما اهتموا فما رأيناهم هاجموا وثنية ولا قاوموا بوذية,
وإن في أفئدة القوم غلا راسبا منذ مئات السنين"
-د.صالح بن حميد-


"كثيرا ما تكون المبالغة في وصف المنكر دعاية له"
-علي الطنطاوي-


" هناك مثل مأثور وهو متداول في جميع لغات العالم، يقول:
“بعيد عن العين بعيد عن القلب”. أؤكد لكم إن هذا القول خاطئ
تماماً. كلما بعدنا، استيقظت المشاعر التي نحاول تناسيها وسلخها
من القلب. عندما نكون في المنفى، نسعى لأن نحتفظ بأقل ذكرى
تذكرنا بجذورنا. وعندما نكون بعيدين عن الكائن المحبوب، نتذكره
عبر كل إنسان يمر بنا في الشارع. في المنفى، كُتبت المؤلفات
ورُسمت اللوحات، لإننا لا نريد ولا نستطيع أن ننسى من نحن "
إحدى عشرة دقيقة
-باولو كويلو-



"خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس".
-ابن رجب-



" ليس عاقلاً من يعرف الخير من الشر ؛ بل العاقل من يعرف خير الخيرين , وشر الشرين "
عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -



"كلّ الذين تلتقين بهم كلّ يوم .. ستغفرين لهُم أشياء كثيرة لو تذكّرتِ أَنّهُم لنْ يكونوا هُنا يوماً ، حتّى للقيام بتلكَ الأشيَاء الصغِيرة التِي تزعُجك الآنْ و تغضبك ، ستحتفينَ بهم أكثَر ، لو فكّرت كلّ مرة أن تلكَ الجلسة قد لا تتكرر ، و أنّك تودعِينهم مع كل لقَاءْ . " لو فكّر الناس جميعاً هكذا لأحبّوا بعضهم بعضاً بِطَريقة أجمّل "
-أحلام مستغانمي-



 " لا تستحِ من إعطاء القليل، فإن الحرمان أقل منه"



" قليلٌ من الفلسفة يجعلُ الإنسان يميل إلى الإلحاد ،
 لكن التعمق في الفلسفة يُقرِّبُ عقل الإنسان من الدين "
فرانسيس بايكون
 

"و لستُ جميلاً ولكنني ..
أغدو جميلاً و " أنت " معي "




أرجو أن تستمتعوا :)